تلعب المساحة دورا رئيسيا في اختيارك لكل التفاصيل في تصميم غرفة المعيشة، بداية بألوان دهانات الحوائط نوعية الأرضيات وألوانها، مرورا بحجم الأثاث وخاماته ولونه، نهاية بالستائر والإضاءة.
بالطبع المساحات الواسعة ستوفر لك براحا في اختياراتك لكل ما سبق، لكنها ليست في حدود المتاح للكثير، خاصة مع تنامي انتشار شقق الشباب الصغيرة ذات الـ67 متر، الأمر الذي يجبرك على أن تستعين بالأفكار المبدعة لاستغلال كل المساحة المتاحة بذكاء دون الإخلال ببراح الغرفة.
في هذا الكتاب سنستعرض مجموعة من غرف المعيشة الرائعة ذات مساحات مختلفة لنرى كيف يختلف التصميم وفقا لقياسات الغرفة.
لا تدع المساحة تقف أمام اختياراتك، فالبعض ينكر اختيار اللون الأسود للأثاث في الغرفة الصغيرة، لكن بالنظر لهذه الغرفة مثلا ستجدها تشع حيوية وجمالا، والسر هنا ينبع من تناسق الألوان بداية من الكرسي الأحمر المزركش، مرورا المنضدة المنجدة ذات اللون الأصفر الذي أضفى بهجة مميزة للمكان، نهاية بنجفة السقف الملونة ذات التصميم الكلاسيكي.
تمنحك المساحة الواسعة في غرفة المعيشة فرصة كبيرة للتنوع بين قطع الأثاث، هذه الغرفة مثلا تجمع بين الكراسي الجلدية ذات الإطار المعدني، والكنبة المنجدة التي تمنحك شعور بالاسترخاء بمجرد النظر إليها، والكنبة الأخرى ذات الأرجل الخشبية والتي تنتمي لطراز مختلف تماما، أيضا المنضدة الخشبية في الخلفية بخشبها العتيق يتلاحم مع الطبيعة خارج الشرفات، وكأن كل ركن في الغرفة ينتمي لمكان ما..هذا التنوع الثري يصعب تنفيذه في المساحات البسيطة.
يمكنك استغلال مساحة غرفة معيشتك الواسعة عن طريق وضع فواصل خشبية لتقسم الغرفة لقطاعين كما في الصورة. تصميم الفاصل الخشبي ذكي للغاية حيث حافظ على الجانب الجمالي والوظيفي- كمكتبة- للفاصل.
يمكن تقسيم القطاعين لغرفة جلوس عادية، أريكة وكراسي ومنضدة في الوسط للتسامر وتبادل الحديث بينما القطاع الثاني حيث شاشة التلفاز، وكأنها غرفة مالتيميديا مصغرة.
في هذه الغرفة يتجلى المفهوم الشامل لغرفة المعيشة والتي هى عصب البيت، ستجد في الخلفية مثلا تيرابيزة طعام بالقرب من مدخل المطبخ، أو الأرجوحة المعلقة ذات اللون الأخطر المائل للزرقة، كل هذا يمنحك شعورا بالألفة للمكان، والبراح الشديد لعدم وجود أي فواصل.
مهما أبدعت في تصميم غرفة طفلك وأسست له مكانا للعب تأكد أن غرفة المعيشة ستزدحم بالألعاب التي ستتناثر على الأرض وكأن هذا و مكانها الأصلي، لذا خد احتياطاتك إذا سمحت لك مساحة غرفة المعيشة بذلك، واستغل أحد الأركان كمنطقة لعب لأطفالك ليلهوا من حولك.
أما هنا ومع المساحة الصغيرة للغرفة، فكان اختيار الألوان يميل إلى الفواتح سواء للجدران، وقماش الأثاث، والستائر، فيما اعتمد على اللون الأخضر في المخدات ووحدة الإضاءة (الاباجورة) والمزروعات الداخلية على كسر الرتابة داخل الغرفة.
أعطى المصمم اهتماما بالغا للإضاءة، وهى من الأمور الفعالة في تفادي عيوب المساحات الصغيرة، هنا مثلا يمكنك الاعتماد كليا على ضوء الشمس في ساعات النهار حتى والستائر مغلقة بسبب مساحة النافذة الكبيرة التي سمحت بدخول كم أكبر من الضوء، أما ليلا يمكنك الاستعانة بوحدات الإضاءة الثلاث في الغرفة لتمنحك مزيد من الشعور بالاتساع.
وأنت تصمم غرفة معيشة ذات مسحة بسيطة، اعطي اهتماما بالغا لتوفير مساحة حرة للحركة، تجنب اقتناء تيرابيزة وسط كبيرة ذو تفاصيل معقدة، وتأكد أن تغير مكانها لن يكون عملية مرهقة. في الصورة ينضح الجمال من التناغم بين السجاد والمخدات ولون الأباجورة، مع الاحتفاظ بهدوء الألوان لباقي أثاث الغرفة.
مجرد النظر إلى هذه الكراسي الخضراء بتصميمها الغريب يولد لدي الرغبة في القفز عليها ثم الاسترخاء، لون الكراسي وحده كافي لأن يشعرك بالسكينة خاصة وهو يتناغم مع الطبيعة بالخارج. الغرفة بسيطة للغاية وهو ما يظهر بوضوح في تصميم الكراسي الذي سيوفر لك ميزة سهولة تحركها وتغيير شكل الغرفة في ثواني.
الحرية في اختيار الألوان أيضا من المميزات التي تمنحها لك المساحات الواسعة، فاختيار اللون الأسود للسجاد كما في هذه الغرفة يتطلب جرأة واتساع حتى لا يأكل البراح في الغرف